نسبه ومولده
هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). والده الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)، ووالدته جارية يقال لها حديث، وقيل سوسن، وقد كانت من النساء الصالحات، حتى أن الشيعة كانت تفزع إليها بعد وفاة الإمام العسكري اعتماداً على وصيته إليها【الكليني، الكافي 1/328؛ الطبرسي، إعلام الورى ص 356】.
ولد الإمام في العاشر من شهر ربيع الآخر سنة 232 هـ في سامراء【المفيد، الإرشاد 2/336】.
ألقابه وكنيته
كنيته: أبو محمد.
ومن ألقابه: العسكري (لنزوله بسُرّ من رأى)، الخالص، الزكي، النقي، الصامت، السراج، الرفيق【المفيد، الإرشاد؛ الطبرسي، إعلام الورى】.
صفته وشخصيته
وُصف بأنه أسمر اللون، حسن القامة، جميل الوجه، حسن الهيئة، مهيب الطلعة【الطوسي، الغيبة ص 203】. وقد أجمع الموافق والمخالف على جلالته وعفافه وعبادته، حتى قال ابن خاقان الوزير العباسي: «لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس، ما استحقها غير هذا»【المسعودي، إثبات الوصية ص 233】.
شهادات العلماء والمخالفين فيه
قال ابن أبي الحديد: «ما اجتمع في بيت من بيوت العرب ولا العجم عشرة كلهم علماء زهاد شجعان كما اجتمع في بني علي بن الحسين إلى الحسن العسكري»【شرح نهج البلاغة 15/275】.
وذكر سبط ابن الجوزي أنه كان «عالماً ثقة روى الحديث عن أبيه وجده»【تذكرة الخواص ص 363】.
وقال الحضرمي الشافعي: «كان عظيم الشأن جليل المقدار»【الرياض النضرة 3/135】.
عبادته وعلومه
بلغ في العبادة مبلغاً عظيماً؛ فقد شهد حُرّاسه بأنهم تحوّلوا من الفسق إلى العبادة لما رأوا حاله من الصوم والقيام【الصدوق، كمال الدين ص 434】.
أما علومه، فكان من أعلم الناس بالكتاب والسنة، وله مناظرات عديدة؛ منها رده على من ادعى تناقض القرآن، حيث أفحم الفيلسوف إسحاق الكندي بحجة بليغة【الطبرسي، الاحتجاج 2/466】.
معاجزه وكراماته
ظهرت على يديه كرامات عديدة، منها قصة أبي هاشم الجعفري حين أعطاه سبائك ذهب وفضة بقدر دينه ونفقاته دون زيادة أو نقصان【المفيد، الإرشاد 2/342】. ومنها نجاته من السباع حين ألقي بينها فوجدوه قائماً يصلي【ابن شهرآشوب، المناقب 4/424】.
أقواله وحكمه
من كلماته المضيئة:
«من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم»【تحف العقول ص 489】.
«جُعلت الخبائث في بيت، وجُعل مفتاحها الكذب»【تحف العقول ص 489】.
«ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله»【تحف العقول ص 490】.
مكاتباته
كانت له مكاتبات مع أصحابه، منها رسالته الشهيرة لعلي بن الحسين القمي التي أوصاه فيها بالصلاة والزكاة وصلة الرحم وانتظار الفرج، مؤكداً أن «أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج»【الطبرسي، الاحتجاج؛ الصدوق، كمال الدين】.
سجنه وشهادته
تعرض الإمام للسجن مراراً في عهد المعتز والمهتدي والمعتمد، وأجمع المؤرخون على أن المعتمد العباسي دس له السم فاستشهد سنة 260 هـ، ودفن بسامراء بجوار أبيه الإمام الهادي (عليه السلام)【المفيد، الإرشاد 2/336؛ الطوسي، الغيبة ص 204】.
ذريته
لم يخلف الإمام العسكري (عليه السلام) ولداً سوى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد أخفى الله تعالى أمره لحكمة بالغة【الصدوق، كمال الدين؛ الطوسي، الغيبة】.
تراثه
مما خلف (عليه السلام) لنا؛ جمع من الروايات في تفسير القرآن الكريم التي جُمعت في كتاب بعنوان “تفسير الإمام العسكري عليه السلام”، إضافة إلى تراث ليس بالقليل في شتى المجالات الدينية.