الإمام الجواد (عليه السلام): الإمامة المبكرة وعظمة العلم الإلهي

أن يتولى طفل منصبًا إلهيًا عظيمًا كالإمامة، أمر قد يستثقلهُ العقل البشري لأول وهلة، ويثير تساؤلاتٍ واعتراضاتٍ. لكنّ، ما إن نرجع إلى كتاب الله، حتى نجد في قصص أنبيائه إجابةً ربانيةً حاسمةً، تفتح البصيرة وتخرس الشكوك.

نبوّةُ الصغارِ في كتابِ السماءِ، في سورة مريم، نقرأ مشهدًا مهيبًا لطفلٍ يتلقى أمرًا سماويًا: ﴿يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾. (1)

طفلٌ… لكن ليس ككل الأطفال. يحيى (عليه السلام)، نبي صغيرُ السّنِّ، كبيرُ الرّوحِ، نال النبوّةَ وهو في ربيعِ الطفولةِ. لم يكن ذلك استثناءً، بل تكررت المعجزةُ في قصةِ نبيٍّ آخرَ: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾. (2)

صوت عيسى (عليه السلام) ينطلق من المهد، لا لينفي التهمةَ عن أمه فقط، بل ليعلن رسالتهُ ويثبت نبوتهُ منذ اللحظة الأولى في الحياة.

فإذا كانت النبوّةُ – وهي أعلى منصب إلهي – لا تُقاس بالعمر، فهل يُستغرب أن تُمنح الإمامةُ، وهي نظيرتها في الهداية، لطفلٍ اختاره الله من نسل النبي (صلى الله عليه وآله)؟

حين ارتحل الإمام الرضا (عليه السلام)، تقلد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) منصب الإمامة في سن الصِّبا، نجد ملحظًا إعجازيًّا مُتحولًا، إذ ليست الإمامة المبكرة حدثًا اعتياديًّا لا يسترعي النظر والانتباه، وليست أمرًا عابرًا لا يدعو إلى الدهشة والتساؤل، بل هي ظاهرة فريدة تمثل حالة متكررة في تاريخ أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد بدأت أبعاد هذه الظاهرة أولًا في الإعلان عن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) فيما بين السابعة والثامنة من عمره إمامًا مفترض الطاعة لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) سنة ثلاث ومائتين لدى وفاة أبيه الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام).

وتكررت في الإعلان عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) وهو فيما بين الثامنة والتاسعة من عمره إمامًا عاشرًا لأئمةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) لدى وفاة أبيه الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سنة عشرين ومائتين من الهجرة النبوية، وخُتِمَتْ بالإعلان عن صاحب الأمر عجل الله فرجه، وهو فيما بين الخامسة والسادسة من عمره باعتباره الإمام الثاني عشر لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك لدى وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية، وبه تتم حلقات السلسلة الذهبية لمرجعية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) الذين أجمعت الروايات على استخلافهم الشرعي عند الإمامية، وإن لم يُقَدَّرْ لأغلبهم ممارسة الحكم الإسلامي كما أراد الله تعالى ذلك لولاة الأمر من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) حصراً، فالإمام إمامٌ سواء أتسلَّمَ الحكم أو لم يتسلم، والإمامة يحتج لها بما يُحتَجُّ به للنبوة سواءً بسواء. وقد قال الإمام محمد الجواد (عليه السلام) لعلي بن أسباط: “يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة، فقال ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (3)، و﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ (4)، و﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ (5)، فقد يجوز أن يعطي الحكم صبيًّا ويجوز أن يعطي الإمامة وهو ابن أربعين سنة“. (6).

وبعد الاستدلال على صحة الإمامة بصحة النبوة في الصبا، تسقط الخيارات في الافتراضات الباطلة جملةً وتفصيلًا.

إن هذه الرواية التي برهن بها الإمام الجواد قرآنيًّا على صحة إمامته، ما كانت لتكون لولا ظاهرة تسنمه (عليه السلام) لمنصب الإمامة الشرعية في سن الصِّبا، والتي كانت مثارًا للدهشة والانبهار من أوليائه فضلًا عن أعدائه، ويضاف إليهما السلطة القائمة المعبرة عن حيرتها كما سترى.

واستغل الخلفاء العباسيون المعاصرون للإمام محمد الجواد (عليه السلام) هذه الظاهرة، وجعلوا منها موضوعًا غضًّا طريًّا للسخرية حينًا، والاستهزاء حينًا آخر، وللتشهير المعاكس بينهما، باعتبارها مادة جديدة في قلب المعادلات النوعية، وتفجر ذلك ضد مبدأ أهل البيت في شرائط الإمامة الصعبة بكون الإمام أعلم الناس، وأفضلُ الناس، وأتقى الناس، وأورع الناس، وأشجعهم، وأسخاهم، وأتمهم جمعًا للفضائل، وأقدرهم حلًا للمشكلات، وأبلغهم قولًا ومنطقًا وبيانًا، وأفقههم في الدين، وأعرفهم بمسائل الحلال والحرام… إلخ.

وأثاروا التساؤلات في وجه هذا الحدث الإنساني المدهش! فما قدر ما يحسن هذا الإمام الصبي؟ وهو في أول سن التعليم! هل يستطيع هذا الإمام الصبي إثبات الكفاية النادرة في المواهب؟

هل يتمتع هذا الصبي المعجزة بخصائص العلم اللدني وملكاته؟ أين درس هذا الصبي؟ وأنى تعلم؟ وقد تركه أبوه الإمام الرضا (عليه السلام) في المدينة المنورة وهو بين الرابعة أو الخامسة؟ وما بال هؤلاء الشيوخ والعلماء والفقهاء وأهل الرأي – من الإمامية – وهم يقفون بين يدي هذا الصبي المحيّر بكل خضوع وتبجيل واحترام؟ هل بإمكان الصدفة والفرض الطارئ أن يخلقا من هذا الصبي إمامًا مفترض الطاعة، وكيف؟

إذن، والحالة هذه، فبالإمكان تسفيه عقيدة الشيعة في الإمامة ما دام الإمام الجديد في السابعة من العمر أو قد تجاوز ذلك بشهور معدودة وأيام.

وجندت الطاقات لإبطال هذا الفرض المستحيل في تخيلهم، وبدا لهم أن مؤشرات الإسقاط لائحة فيما يخططون له من مؤامرات! وأزمة الطفولة هذه قد تعبر عن نجاح أي مشروع مضاد، وحشدوا لذلك سيلًا من الأسئلة والاختبارات الوجاهية، وقد ردّت جميعها من قبل الإمام بجدارة لا مثيل لها في تأريخ الإسلام.

ولقد كلف هذا التحدي الخلافة العباسية ثمنًا باهظًا هو الإقرار والاعتراف بإمامة محمد الجواد (عليه السلام) على صغر سنه، ومن هنا كان الخطر محدقًا بها، إذ لم تستطع البرهنة ولو جزئيًّا على بطلان ظاهرة الإمامة المبكرة، أو زحزحتها من الأرض الصلبة التي ترسو عليها، مما أوقعها في حرج تام وفشل ذريع نظرًا للتفاعل التام الذي خلفته هذه الظاهرة في المناخ الإسلامي العام، وهو يصحو من رقدته على أنباء فتح جديد لأهل البيت (عليهم السلام) لم يكن في الحسبان، مما جعله يمتلك القاعدة الجماهيرية في أغلبية ساحقة، بعد أن وضح للعيان أن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) كان بحيث ينبغي أن يكون موقع الإمام في الذروة في فصل الخطاب وقصب السبق في المحافل العلمية حتى لم يكن ليجارى في حلبته، ولا ليمارى في مواهبه وخصائصه، ومن هنا كانت ظاهرة الصبا في الإمامة، أو ظاهرة الإمامة في الصبا عاملًا قويًّا في إنعاش مبدأ أهل البيت (عليهم السلام)، وعنصرًا مؤثرًا في ترسيخ أصوله الثابتة، بينما كان المفروض عكسيًّا لو كان الأمر طبيعيًّا، ولكنه الإعجاز الأمامي الذي استبق مقاييس الكون في خرقه للمنطق البشري الاعتيادي.

وكان من إفرازات هذه الظاهرة الصادقة في واقعها وأطروحتها الفريدة، أن تعرض الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وهو في أول الصبا لاختبارات كثيرة من قبل الأولياء والأعداء، كما تعرض لامتحان الباحثين عن الحقيقة مجردةً، ويضاف إلى هذا كله حيرة السلطة العباسية واستغرابها في أمره، والكل – إلا النادر من الرساليين – بين مشكك ومضطرب، والناس من خلال هذا وذاك بين مصدق ومكذب بمؤهلات هذا الصبي للإمامة الشرعية، حتى قام الدليل على صحة الدعوة بعد إثبات الإمام نتيجة الاختبارات المكثفة أنه أعلم الأحياء في التشريع، وأبلغ الناطقين بالقرآن، وأجمع الناس بأشتات المسائل، وأفقه الأمة بفروع الدين، وأقدر البشر على استنباط الأحكام، وأصدق العالمين لهجة ولسانًا، وأكثرهم إحاطة بشؤون الدنيا والدين بلا استثناء.

ولم تأت هذه النتيجة اعتباطًا أو ارتجالًا، وإنما جاءت بعد اختبار إثر اختبار، وسؤال بعد سؤال، واستيعاب لما أفاد به الإمام (عليه السلام)، ودراسة شاملة في المحاورة والمناظرة والاستقصاء لمعارف الإمام (عليه السلام) التي أذهلت كل الفرقاء المتطلعين إلى النتائج، سواء أكانت إيجابية أم سلبية أم بين السلب والإيجاب.

فهنالك فريق من الأولياء جدوا في طلب الخلف الصالح للإمامة بعد شهادة الإمام الرضا (عليه السلام)، فتيقنوا بما لا يقبل الشك بعد التجربة الامتحانية، أن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) هو الإمام المفترض الطاعة.

وهنالك فريق من أعداء أهل البيت جدوا من خلال أزمة العمر فيما يزعمون في البحث عن المبررات التي يوقعون بها الإمامية في التشكيك بصلاحية هذا الصبي لمنصب الإمامة.

وهنالك البلاط العباسي المتربص لتغذية حملة التشكيك بإمامة هذا المعجزة بشتى الأساليب والطرق التي تتوافر لدى القصر وأعوانه ووعاظ سلاطينه.

وبعد إقناع الفريق الأول تجربة ودراية ونصوصًا صُك الفريقان الآخران بفارس الحلبة وجواد السبق حينما طرحت المسائل الكبرى على الإمام، فانجلى في إجاباته الدقيقة أغرّ الجبين، طلق المحيا، فخضع حينذاك رجال الفتيا وأصحاب السلطان وفقهاء البلاط إذعانًا بعظيم تفوق الإمام (عليه السلام) الفقهي، وإقرارًا بأعلميته المطلقة، بعد أن بزهم بتيار معارفه المتدفق، ورفيع استدراكه المتميز وجميل استدراجه الإقناعي، وفيض مخزونه الثقافي الذي لا ينضب.

وكان الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وقد علم سرائر القوم واستلهم مخطط العابثين وتطلع في الأفق البعيد إلى تلك المحاولات اليائسة، أول من خرق تلك الحجب والأستار – بادئ ذي بدئ – ولدى موت أبيه مباشرة، فقد جاء إلى مسجد رسول الله، صعد منبر رسول الله، ورقا منه درجة وقال فيما يروى عنه: “أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين. ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك، لقلت قولًا تعجب منه الأولون والآخرون، ثم وضع يده الشريفة على فيه، وقال: يا محمد أصمت كما صمت آباؤك من قبل“. (7)

وهذه اللغة العاصفة أوضحت بإصرار ووثوق منزلة الإمام العلمية من جهة، وخصائصه المميزة من جهة أخرى، وما وهب هو والأئمة (عليهم السلام) من منح ليست من جنس ما يحسن الناس، ولا من وصف ما يعرفون بما فيها من إدراك الحقائق المغيبة، ورصد الظواهر الخفية وعلم السرائر في بواطنها، وقد أنحى – بعد ذلك – بالأئمة على أهل الباطل في تألبهم ضد مسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وتمرد دولة الضلال والريب والشك عليهم، مما دعا أهل الحق إلى السكوت، وإلى صمته تلقائيًا تحت هذا الضغط كما صمت آباؤه من ذي قبل.

والأمر الجدير بالتنبيه إشارته المعبرة أنه ابن الإمام الرضا (عليه السلام) وسليل هذه العترة (عليهم السلام) فهو إذن – امتداد لهم وهو الناطق باسمهم، وهو القائم مقامهم في الإمامة.

ولعل سبط ابن الجوزي من أبرع من أدرك هذه الخصيصة، واعتبر الإمام محمد الجواد (عليه السلام) امتدادًا لمدرسة أبيه الإمام الرضا (عليه السلام)، والرضا امتداد لمدرسة آبائه وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهم يصدرون عن مورد واحد.

قال ابن الجوزي عن الإمام الجواد (عليه السلام) فأوجز: كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود (8).

وليس جديدًا أن يفوق الإمام محمد الجواد (عليه السلام) أبناء عصره في هذه المظاهر الأربعة التي حددها سبط ابن الجوزي، فقد كان اشتهاره بالعلم مثار إعجاب الدنيا وحديث المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حتى اعتبر – دون مغالاة – الإمام المعجزة، وذلك لكثرة ما ورد عليه من السؤال ودقة ما أجاب عليه من مسائل بالنسبة لصغر سنه وحداثته، فكان إجماعًا كونه أعلم الأمة.

وقد روى علي بن إبراهيم عن أبيه قال:

“لما مات أبو الحسن الرضا عليه السلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السلام، وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السلام، فدخل عمه عبد الله بن موسى وكان شيخًا كبيرًا نبيلًا عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة، فجلس وخرج أبو جعفر عليه السلام من الحجرة، وعليه قميص قصب، ورداء قصب، ونعل حذو بيضاء.

فقام عبد الله واستقبله وقبل بين عينيه، وقامت الشيعة، وقعد أبو جعفر عليه السلام على كرسي، ونظر الناس بعضهم إلى بعض تحيرًا لصغر سنه.. فقالوا: يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك؟ فقال: نعم، فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين“. (9)

ولا أدل على ذلك مما أورده المجلسي عن عيون المعجزات:

“لما قبض الرضا عليه السلام كان سن أبي جعفر عليه السلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة من الناس ببغداد وفي الأمصار، واجتمع الريان بن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، وعبد الرحمان بن الحجاج ويونس ابن عبد الرحمان، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمان بن الحجاج في بركة زلول يبكون ويتوجعون من المصيبة، فقال لهم يونس بن عبد الرحمان: دعوا البكاء! من لهذا الأمر؟ وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ – يعني أبا جعفر عليه السلام –.

فقام إليه الريان بن الصلت، ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له: أنت تظهر الإيمان لنا وتبطن الشك والشرك، إن كان أمره من الله جل وعلا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه، وإن لم يكن من عند الله فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا مما ينبغي أن يفكر فيه. فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبخه.

وكان وقت الموسم فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلًا فخرجوا إلى الحج وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام، فلما وافوا أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام لأنها كانت فارغة، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير.. ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفق وقال: هذا أبو جعفر! فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه، فدخل صلوات الله عليه وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان، وجلس وأمسك الناس كلهم، فقام صاحب المسألة فسأله عن مسألته فأجاب عنها بالحق ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه“. (10)

وفي الختام: في عالمٍ تعوّد الناس فيه ربط العظمة بكبر السن وطول التجربة، يأتي منطق السماء ليقلب المعادلة:

العمر لا يصنع الإمام، إنما يصنعه الاصطفاء.

فكما تكلّم عيسى (عليه السلام) في المهد، وحُكم ليحيى (عليه السلام) وهو صبي، أشرق نور الإمامة من وجه الإمام الجواد (عليه السلام)، ليثبت أن الحجة الإلهية لا تُقاس بالسن، بل تُقاس بالعلم والنور الإلهي الذي يسكن في قلب المختار.

________________________

(1) مريم: 12.

(2) مريم: 30.

(3) مريم: 12.

(4) يوسف: 22. والقصص: 14.

(5) الأحقاف: 15.

(6) الكافي: ج 1 ، ص 384.

(7) بحار الأنوار: ج 50 ، ص 108.

(8) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص 386.

(9) بحار الأنوار: ج 50 ، ص 85 – 86.

(10) بحار الأنوار: ج 50 ، ص 99 – 100.

مقتبس من كتاب الإمام الجواد (عليه السلام) معجزة السماء في الأرض ، للدكتور محمد حسين علي الصغير.