منازل الإمام الحسين (عليه السلام) من خروجه من مكة إلى كربلاء:
قال المفيد في الإرشاد: (وكان توجه الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق في يوم خروج مسلم عليه السلام بالكوفة – وهو يوم التروية – بعد مقامه بمكة بقية شعبان وشهر رمضان وشوالًا وذا القعدة وثماني ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين، وكان قد اجتمع إليه مدة مقامه بمكة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة، انضافوا إلى أهل بيته ومواليه.
ولما أراد الحسين عليه السلام التوجه إلى العراق، طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأحل من إحرامه وجعلها عمرة، لأنه لم يتمكن من تمام الحج مخافة أن يقبض عليه بمكة فينفذ إلى يزيد بن معاوية، فخرج عليه السلام مبادرًا بأهله وولده ومن انضم إليه من شيعته، ولم يكن خبر مسلم قد بلغه).
وفي كامل الزيارات: عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: كتب الحسين بن علي من مكة إلى محمد بن علي:
“بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام”.
وهكذا بدأت رحلة الحسين عليه السلام، من مكة إلى كربلاء، عبر منازل متتالية، كانت كل واحدة منها نقطة اختبار وقرارٍ سياسي وروحي.
📍 1. أطراف مكة
– قال المفيد في الارشاد: وكان الحسين بن علي عليهما السلام لما خرج من مكة اعترضه يحيى بن سعيد بن العاص، ومعه جماعة أرسلهم عمرو بن سعيد – والي مكة – إليه، فقالوا له: انصرف، إلى أين تذهب، فأبى عليهم ومضى وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط، وامتنع الحسين عليه السلام وأصحابه منهم امتناعا قويًا.
📍 2. التنعيم
– قال المفيد في الارشاد: وسار حتى أتى التنعيم فلقي عيرًا قد أقبلت من اليمن، فاستأجر من أهلها جمالًا لرحله وأصحابه، وقال لأصحابها: “من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراءه وأحسنًا صحبته، ومن أحب أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراء على قدر ما قطع من الطريق” فمضى معه قوم وامتنع آخرون.
وألحقه عبد الله بن جعفر بابنيه عون ومحمد، وكتب على أيديهما إليه كتابا يقول فيه:
أما بعد: فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالمسير فإني في أثر كتابي، والسلام”.
وصار عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد فسأله أن يكتب للحسين عليه السلام أمانًا ويمنيه ليرجع عن وجهه، فكتب إليه عمرو بن سعيد كتابًا يمنيه فيه الصلة ويؤمنه على نفسه، وأنفذه مع أخيه يحيى بن سعيد، فلحقه يحيى وعبد الله ابن جعفر بعد نفوذ ابنيه ودفعا إليه الكتاب وجهدا به في الرجوع فقال: (إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، وأمرني بما أنا ماض له). فقالا له: فما تلك الرؤيا؟ قال: (ما حدثت أحدًا بها، ولا أنا محدث أحدًا حتى ألقى ربي عز وجل). فلما أيس منه عبد الله بن جعفر أمر ابنيه عونًا ومحمدًا بلزومه والمسير معه والجهاد دونه، ورجع مع يحيى بن سعيد إلى مكة.
📍 3. ذات عرق
– قال المفيد في الارشاد: وتوجه الحسين عليه السلام نحو العراق مغذا – مسرعًا – لا يلوي على شئ حتى نزل ذات عرق فلقى بشر بن غالب واردًا من العراق فسأله عن أهلها، فقال: خلفت القلوب معك والسيوف مع بنى أمية، فقال: (صدق أخو بنى أسد إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد).
📍 4. الحاجز من بطن الرملة
– قال المفيد في الارشاد: ولما بلغ الحسين عليه السلام الحاجر من بطن الرمة، بعث قيس بن مسهر الصيداوي، – ويقال: بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر – إلى أهل الكوفة، ولم يكن عليه السلام علم بخبر مسلم ابن عقيل رحمة الله عليهما وكتب معه إليهم:
” بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد: فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا، فإني قادم عليكم في أيامي هذه، والسلام عليكم ورحمة الله “.
📍 5. الخزيمية
– قال ابن أعثم في الفتوح: وسار الحسين حتى نزل الخزيمية وأقام بها يوما وليلة، فلما أصبح أقبلت إليه أخته زينب بنت علي فقالت: يا أخي! ألا أخبرك بشيء سمعته البارحة؟ فقال الحسين: وما ذاك؟ فقالت: خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة فسمعت هاتفًا يهتف وهو يقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي على قوم تسوقهم المنايا * بمقدار إلى إنجاز وعدي فقال لها الحسين: يا أختاه! المقضي هو كائن.
📍 6. زرود
– قال المفيد في الارشاد: وروى عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان قالا: لما قضينا حجنا لم تكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين عليه السلام في الطريق، لننظر ما يكون من أمره، فأقبلنا ترقل بنا نياقنا مسرعين حتى لحقنا بزرود، فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين عليه السلام، فوقف الحسين كأنه يريده ثم تركه ومضى، ومضينا نحوه، فقال أحدنا لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا لنسأله فإن عنده خبر الكوفة، فمضينا حتى انتهينا إليه فقلنا: السلام عليك، فقال: وعليكم السلام، قلنا: ممن الرجل؟ قال: أسدي، قلت: ونحن أسديان، فمن أنت؟ قال: أنا بكر بن فلان، وانتسبنا له ثم قلنا له: أخبرنا عن الناس وراءك، قال: نعم، لم أخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ورأيتهما يجران بأرجلهما في السوق.
فأقبلنا حتى لحقنا الحسين صلوات الله عليه فسايرناه.
📍 7. الثعلبية
– قال ابن طاووس في اللهوف: ثم سار حتى نزل الثعلبية وقت الظهيرة فوضع رأسه فرقد ثم استيقظ فقال: (قد رأيت هاتفا يقول أنتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة). فقال له ابنه علي: يا أبة أفلسنا على الحق؟ فقال: (بلى يا بني والله الذي إليه مرجع العباد). فقال: يا أبه إذن لا نبالي بالموت، فقال الحسين عليه السلام: (جزاك الله يا بني خير ما جزى ولدًا عن والده).
– قال المفيد في الارشاد: وجاء عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان حين نزل فسلما عليه فرد عليهما السلام، فقالا له: رحمك الله، إن عندنا خبرًا إن شئت حدثناك علانية، وإن شئت سرًا، فنظر إليهما وإلى أصحابه ثم قال: “ما دون هؤلاء ستر” فقلنا له: رأيت الراكب الذي استقبلته عشي أمس؟ قال: (نعم، وقد أردت مسألته) فقلا: قد والله استبرأنا لك خبره، وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منا ذو رأي وصدق وعقل، وإنه حدثنا أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهانئ، ورآهما يجران في السوق بأرجلهما: فقال: ” إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمة الله عليهما “. يكرر ذلك مرارًا، فقالا له: ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت من مكانك هذا، فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة، بل نتخوف أن يكونوا عليك. فنظر إلى بني عقيل فقال: ” ما ترون؟ فقد قتل مسلم ” فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق، فأقبل علينا الحسين عليه السلام وقال: ” لا خير في العيش بعد هؤلاء ” فعلمنا أنه قد عزم رأيه على المسير، فقلنا له: خار الله لك، فقال: (رحمكما الله). فقال له أصحابه: إنك والله ما أنت مثل مسلم ابن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع. فسكت ثم انتظر حتى إذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: ” أكثروا من الماء ” فاستقوا وأكثروا ثم ارتحلوا.
📍 8. زبالة
– قال المفيد في الارشاد: فسار حتى انتهى إلى زبالة فأتاه خبر عبد الله بن يقطر، فأخرج إلى الناس كتابًا فقرأه عليهم:
” بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، و عبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام ” فتفرق الناس عنه وأخذوا يمينا وشمالا، حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة، ونفر يسير ممن انضووا إليه. وإنما فعل ذلك لأنه عليه السلام علم أن الأعراب الذين اتبعوه إنما اتبعوه وهم يظنون أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على ما يقدمون.
فلما كان السحر أمر أصحابه فاستقوا ماء وأكثروا.
📍 9. بطن العقبة
– قال المفيد في الارشاد: ثم سار عليه السلام حتى مر ببطن العقبة فنزل عليها، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له عمرو بن لوذان، فسأله: أين تريد؟ فقال له الحسين عليه السلام: ” الكوفة ” فقال الشيخ: أنشدك الله لما انصرفت، فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطؤوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا، فأما على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل. فقال له: ” يا عبد الله، ليس يخفى علي الرأي، ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره، ثم قال عليه السلام: والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم “.
📍 10. شراف
– قال المفيد في الارشاد: ثم سار عليه السلام من بطن العقبة حتى نزل شراف، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا.
📍 11. ذو حسم
– قال المفيد في الارشاد: ثم سار عليه السلام من شراف حتى انتصف النهار، فبينا هو يسير إذ كبر رجل من أصحابه فقال له الحسين عليه السلام: (الله أكبر، لم كبرت؟) قال: رأيت النخل، فقال له جماعة من أصحابه: والله إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط، فقال الحسين عليه السلام: (فما ترونه؟) قالوا: نراه والله آذان الخيل قال: (أنا والله أرى ذلك). ثم قال عليه السلام: (ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم بوجه واحد؟) فقلنا: بلى، هذا ذو حسمى إلى جنبك، تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت إليه فهو كما تريد.
فأخذ عليه السلام إليه ذات اليسار وملنا معه، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبيناها وعدلنا، فلما رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأن أسنتهم اليعاسيب، وكأن راياتهم أجنحة الطير، فاستبقنا إلى ذي حسمى فسبقناهم إليه، وأمر الحسين عليه السلام بأبنيته فضربت.
وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين عليه السلام في حر الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمون متقلدوا أسيافهم، فقال له الحسين عليه السلام: ” فما تريد؟ ” قال: أريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد، قال: ” إذا والله لا أتبعك ” قال: إذا والله لا أدعك. فترادا القول ثلاث مرات. فلما كثر الكلام بينهما قال له الحر: إني لم أؤمر بقتالك، إنما أمرت ألا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإذ أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة، تكون بيني وبينك نصفا، حتى أكتب إلى الأمير. وتكتب إلى يزيد أو إلى عبيد الله فلعل الله إلى ذلك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشئ من أمرك، فخذ هاهنا، فتياسر عن طريق العذيب والقادسية.
📍 12. العذيب
– قال المفيد في الارشاد: وسار الحسين عليه السلام وسار الحر في أصحابه يسايره فكان الحر يسير بأصحابه ناحية، والحسين عليه السلام في ناحية أخرى، حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات.
📍 13. قصر بني مقاتل
– قال المفيد في الارشاد: ثم مضى الحسين عليه السلام حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به. ولما كان في آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل، فارتحل من قصر بني مقاتل، فقال عقبة بن سمعان: سرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه، وهو يقول: ” إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين ” ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين عليهما السلام على فرس فقال: مم حمدت الله واسترجعت؟ فقال: ” يا بني، إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا ” فقال له: يا أبت لا أراك الله سوءا، ألسنا على الحق؟ قال: ” بلى، والذي إليه مرجع العباد ” قال: فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين، فقال له الحسين عليه السلام: ” جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده “.
فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم، فيأتيه الحر بن يزيد فيرده وأصحابه، فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتياسرون كذاك.
📍 14. نينوى
– قال المفيد في الارشاد: حتى انتهوا إلى نينوى فإذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين وأصحابه، ودفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد فإذا فيه:
أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي، ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام.
فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه، وهذا رسوله وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ أمره.
وأخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا قرية، فقال له الحسين عليه السلام: ” دعنا – ويحك – ننزل في هذه القرية أو هذه – يعني نينوى والغاضرية – أو هذه – يعني شفنة – ” قال: لا والله ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث إلي عينا علي.
📍 15. نينوى
– قال ابن أعثم في الفتوح: حتى نزل كربلاء في يوم الأربعاء أو يوم الخميس وذلك في الثاني من المحرم سنة إحدى وستين.
الخاتمة
لم يكن مسير الحسين عليه السلام مجرد عبور صحراوي من مكة إلى كربلاء، بل كان مسيرًا بين الوعي والتضحية، بين الرسالة والدم، بين الخذلان والنصرة.
كل منزلٍ كان مقام قرار، وكل خطوة كانت نداءً للأمة، لكنها كانت – في معظمها – صرخةً في وادٍ أصمّ، حتى وصل إلى كربلاء، فبدأ الدم يكتب ما خانته الأقلام.
وفي الطريق إلى كربلاء، لم يكن الإمام عليه السلام يبحث عن نصر عسكري، بل كان يصنع خريطة أخلاقية تحدد من هو الحاكم الشرعي، ومن هو الشعب المسؤول، ومن هو الإنسان الذي يستحق الحياة.