تخريج حديث الثقلين ورواته ودلالته
من أبرز وأشهر رواة حديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي):
الراوي الأول: زيد بن أرقم، وطرق روايته:
الطريق الأول لرواية زيد: عن عامر بن واثلة، وروى عنه:
أ- سلمة بن كهيل، وطرقه:
1) عند أبي طاهر الذهلي، بطريقين إليه:
أ) حدّثنا القاسم بن زكريّا بن يحيى، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا يحيى بن سلمة بن كُهَيْل، عن أبيه، أنه دخل على أبي الطفيل، ومعه حبيب بن أبي ثابت، ومجاهد، وناسٌ من أصحابه، فقال أبو الطفيل: “حدّثني زيد بن أرقم”.
ب) حدّثنا أبو بكر القاسم بن زكريّا بن يحيى المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن حُمَيد، قال: حدّثنا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي الطفيل، سمع زيدَ بن أرقم.
2) عند ابن عساكر: أخبرناه أبو محمد السِّيدي، أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبيه، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أنه سمع زيد بن أرقم.
3) عند الشجري: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال: حدّثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد الله، قال: حدّثنا سليمان بن قُرَّة، عن سلمة بن كُهَيْل، قال: حدّثنا أبو الطفيل، أنه سمع زيدَ بن أرقم.
ب- حبيب بن أبي ثابت، ونقله عنه سليمان الأعمش:
– طريقه عند النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدّثني يحيى بن حماد قال: حدّثنا أبو عوانة، عن سليمان قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم.
– وقد روى عن الأعمش: محمد بن فضيل، وسعيد بن عبد الكريم بن سليط، وعمار بن رزيق، وشريك.
ج- حكيم بن جبير، وطريقه عند الطبراني: حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا جعفر بن حميد. (ح).
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا: حدّثنا عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم.
الطريق الثاني لرواية زيد: أبو الضحى مسلم بن صُبيح:
وطريقه عند الفسوي: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم.
الطريق الثالث لرواية زيد: يحيى بن جعدة:
ونقل عنه حبيب بن أبي ثابت، وطريقه عند الحاكم: أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدثنا: أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا: أبو نعيم، حدثنا: كامل أبو العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم.
الطريق الرابع لرواية زيد: علي بن ربيعة:
وطريقه عند الطحاوي: حدثنا فهد بن سليمان، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهديّ، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة الأسدي، قال: لقيت زيد بن أرقم..
الطريق الخامس لرواية زيد: يزيد بن حيان، وطرقه عند مسلم النيسابوري:
- حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا، عن ابن علية، قال زهير: حدثنا: إسماعيل بن إبراهيم، حدثني: أبو حيان، حدثني: يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم.
- حدثنا: محمد بن بكار بن الريان، حدثنا: حسان يعني ابن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم.
- حدثنا: أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا: محمد بن فضيل. (ح). حدثنا: إسحق بن إبراهيم، أخبرنا: جرير، كلاهما، عن أبي حيان، بهذا الإسناد.
الراوي الثاني: الإمام علي عليه السلام، وطرقه:
الطريق الأول: الإمام زين العابدين عليه السلام:
وطريقه عند أبي نعيم الأصبهاني: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَذِنَ لِي، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، حدثنا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْيَسَعِ الْمَكِّيُّ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ.
الطريق الثاني: عمر بن علي:
وطريقه عند ابن أبي عاصم: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.
الطريق الثالث: الحارث بن عبد الله الأعور:
وطريقه عند البزار: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حدثنا سُعَادُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ.
الراوي الثالث: أبو ذر الغفاري، وطرقه:
الطريق الأول: حنش بن المعتمر:
وطريقه عند الفَسَوي: حدثنا: عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ حدّثه، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر.
– وروى الأعمش، ويونس بن أبي إسحاق، ومفضل بن صالح، أيضًا، كلّهم عن أبي إسحاق السبيعي (1).
الطريق الثاني: زاذان أبو عمر الكندي:
وطريقه عند الدارقطني: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزّاز، في سنة إحدى وعشرين، حدّثنا الحسين بن الحكم الحُبري، حدّثنا الحسن بن الحسين العرني، حدّثنا علي بن الحسن البَعدي، عن محمد بن رستم أبو الصامت الضبي، عن زاذان أبي عمر، عن أبي ذر.
الراوي الرابع: زيد بن ثابت، وطرقه:
الطريق الأول: القاسم بن حسان:
وطريقه عند أحمد بن حنبل: حدَّثنا الأسود بن عامر، حدَّثنا شريك، عن الرُّكَيْن، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت.
وحدَّثنا أبو أحمد الزُّبيري، حدَّثنا شريك بهذا الإسناد.
الطريق الثاني: أبو الطفيل عامر بن واثلة:
ونقله عنه حبيب بن أبي ثابت، وطريقه عند الطبراني: حدَّثنا أحمد بن عمرو القَطْراني، ثنا محمد بن الطُّفَيْل. (ح).
وحدثنا أبو حُصين القاضي، حدثنا يحيى الحِمَّاني، قالا: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن ثابت.
الراوي الخامس: جابر بن عبد الله الأنصاري، وطرقه:
الطريق الأول: نقله عنه الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام:
- وطريقه عند الترمذي: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحسن -هو الأنماطي- ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله.
- وقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن جابر، وهو عند الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون القرشي، عن إبراهيم بن مهاجر الأزدي، عن جعفر بن محمد، عن جابر.
الطريق الثاني: ونقله عن الشعبي:
وطريقه عند اللالكائي: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أنبأنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا حفص، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر.
الراوي السادس: أبو سعيد الخدري، وله طريقين:
الطريق الأول: عن عطية العوفي:
وطريقه عند أبي يعلى: حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية بن سعد ، عن أبي سعيد.
الطريق الثاني: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري:
وطريقه عند العقيلي: حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا يحيى بن الحسن ابن فرات القزاز ، قال : حدثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن هارون بن سعد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه.
– وروى عبد الملك بن أبي سليمان، وأبو إسرائيل إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي، وأبو الجَحّاف داوود بن أبي عوف، وكثير النواء، وأبو مريم الأنصاري، وأبو مُحرز عمرو بن الربيع، والحسن بن عطية، وفضيل بن مرزوق، وزكريا بن أبي زائدة كلهم عن عطية.
الراوي السابع: حذيفة بن أسيد الغفاري:
ونقله عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة، وطريقه عند أبي نعيم الأصبهاني: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء، حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري.
الراوي الثامن: جبير بن مطعم:
ونقله عنه المطلب بن عبد الله المخزومي، وطريقه عند ابن أبي عاصم: حدَّثنا ابن كاسب، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن جبير بن مطعم.
الراوي التاسع: عبد الله بن حَنْطَب:
ونقله عنه ابنه المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب، وطريقه عند الطبراني، كما ذكره ابن كثير عنه: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا يونس بن موسى النَّسائي، حدثنا سليمان الأزدي، حدثنا خالد بن عبد الله المُزَني، عن عمرو بن أبي عمر، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه.
الراوي العاشر: نُبَيط بن شُرَيط الأشجعي:
ونقله عنه ابنه إبراهيم بن نُبَيط، وطريقه في نسخة نُبَيط: روايةُ أبي الحسن أحمد بن القاسم بن الريّان المصري عنه: أخبرتنا ستّ العراق بنت أحمد بن محمد بن محمد بن حسين البالسية، سماعًا في سنة 866، قالت: أنا أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي، في مائة، أنا أيوب الحكّال، أنا عبد الله بن بركات الخشوعي. وأخبرنا النظام بن مفلح شفاهًا، أنا المحدث الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي شفاهًا، أنا جدّي أبو العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، سماعًا، أنا أبو محمد عبد الله بن بركات الخشوعي، أنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قراءةً عليه وأنا أسمع، في يوم 21 محرم سنة 483، قال: قرئ على أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد، وأنا أسمع، في يوم الجمعة 21 شعبان سنة 414 بأصبهان: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى الحافظ. حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف باللكي، بالبصرة، في نهر دبيس، قراءةً عليه في صفر سنة 347، فأقرّ به، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نُبَيط بن شُرَيط، أبو جعفر الأشجعي، بمصر، سنة 272، حدّثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نُبَيط، حدّثني أبي إبراهيم بن نُبَيط، عن جدّه نُبَيط بن شُرَيط.
الفاظ حديث الثقلين:
1- رواية زيد بن أرقم: نزَلَ رَسولُ اللهِ ﷺ بيْنَ مكَّةَ والمَدينةِ عندَ سَمُراتٍ خَمسِ دَوْحاتٍ عِظامٍ، فكنَسَ النّاسُ ما تحتَ السَّمُراتِ، ثمَّ راحَ رَسولُ اللهِ ﷺ عَشيَّةً فصَلّى، ثمَّ قامَ خَطيبًا، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، وذكَرَ ووعَظَ، فقالَ ما شاءَ اللهُ أنْ يَقولَ، ثمَّ قالَ: «أيُّها النّاسُ، إنِّي تارِكٌ فيكم أمْرَينِ لن تَضِلُّوا إنِ اتَّبَعْتُمُوهُمَا، وهُما: كِتابُ اللهِ، وأهْلُ بَيْتي عِتْرَتي»، ثمَّ قالَ: «أتَعلَمونَ أنِّي أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنْفُسِهم» ثَلاثَ مرّاتٍ، قالوا: نعمْ، فقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: «مَن كنْتُ مَوْلاه فعَليٌ مَوْلاه». (2)
2- رواية زيد بن ثابت: «إني تارِكٌ فيكم الخَلِيفَتَيْنِ من بَعْدِي كتابَ اللهِ وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وإنهما لن يَتَفَرَّقا حتى يَرِدا عَلىَّ الحَوْضَ». (3)
3- رواية جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : «يا أيُّها النّاسُ إنِّي ترَكْتُ فيكُم ما إن أخَذتُمْ بِهِ لن تَضلُّوا: كتابَ اللَّهِ، وعِترتي أَهْلَ بَيتي». (4)
4- رواية زيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد الغفاري: «إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ، وَإِنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، عَرْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى بُصْرَى، فِيهِ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ مِنْ قِدْحَانِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِي الثَّقَلَيْنِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الثَّقَلَانِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْأَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ لَنْ تَزَالُوا، وَلَنْ تَضِلُّوا، وَالْأَصْغَرُ عِتْرَتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَسَأَلْتُ لَهُمَا ذَاكَ رَبِّي، فَلَا تَقْدُمُوهُمَا فَتَهْلِكُوا، وَلَا تُعَلِّمُوهُمَا؛ فَإِنَّهُمَا أَعْلَمُ مِنْكُمْ». (5)
5- رواية زيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري: «إنِّي تارِكٌ فيكُمْ ما إنْ تَمَسَّكْتُمْ بهِ لَنْ تَضِلُّوا: كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وعِتْرَتِي أهلُ بَيْتي، ولَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوْضَ». (6)
6- رواية زيد بن أرقم، وزيد بن ثابت: «لمّا رَجَعَ رسولُ اللهِ ﷺ عن حَجَّةِ الوَداعِ ونَزَلَ بغَديرِ خُمٍّ أَمَرَ بدَوْحاتٍ فقُمِمْنَ، ثم قال: كأنِّي دُعيتُ فأجَبتُ، إنِّي قد تَرَكتُ فيكمُ الثَّقَلينِ، أحدُهما أكبَرُ منَ الآخَرِ: كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ وعِترَتي أهلَ بَيتي، فانظُروا كيف تَخلُفوني فيهما، فإنَّهما لن يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ، ثم قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مَوْلايَ، وأنا وليُّ كُلِّ مُؤمِنٍ، ثم أخَذَ بيَدِ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه فقال: مَن كنتُ وَلِيَّه فهذا وَلِيُّه، اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ، فقُلتُ لزَيدٍ: سَمِعتَه من رسولِ اللهِ ﷺ؟ فقال: ما كان في الدَّوْحاتِ أحدٌ إلّا رَآهُ بعَينيْهِ، وسَمِعَه بأُذُنيهِ». (7)
دلالة الحديث:
- الأمرُ الصريحُ بالأخذِ عن الثقلين، والتمسّكِ بهما، واتباعِهما.
- عدمُ افتراقِ كتابِ اللهِ عزّ وجلّ وعترةِ النبي (صلى الله عليه وآله)، والتلازمُ بينهما؛ وفي ذلك دلالةٌ على استمرارِ أئمةِ العترة (عليهم السلام) حتى يردوا الحوضَ على النبي (صلى الله عليه وآله).
- إنّ التمسّكَ بالكتابِ والعترةِ (عليهم السلام) أمانٌ من الضلال، والنجاةُ منحصرةٌ في اتباعِهما.
- إنّهما خليفَتا رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) علينا؛ وفي ذلك إشارةٌ إلى أنّ العترةَ (عليهم السلام) هم الأئمةُ من بعده، الذين يُؤخذُ عنهم كتابُ الله وسُنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله)، وهم أعلمُ الناسِ بعده (صلى الله عليه وآله).
_______________________________________________________
(1) أنظر علل الدارقطني: ج 6، ص 263.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (طبعة العلمية، ج 3، ص 118، ح 4577) وقال عنه: “صحيح على شرطهما”. وأبو الطاهر الذهلي في جزئه 23 من انتقاء الدارقطني (ص 50، ح 151 و 152)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 42، ص216)، والسخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف (ج 1، ص 342، ح 66)، والسيوطي في جامع الأحاديث (ج 10، ص 463، ح 10037)، والسمهودي في جواهر العقدين (ص 233). والمتقي الهندي في كنز العمال (طبعة الرسالة، ج 1، 187، ح 951).
(3) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وقال عنه الألباني في ظلال الجنة (ج 2، ص 351، ح 754) : حديث صحيح. وابن أبي شيبة في المصنف (طبعة دار كنوز اشبيليا، ج 17، ص 427، ح 33840). وابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد (ص 137). والغزالي في إحياء علوم الدين (تخريج مرتضى الزبيدي، ج 6، ص 2735، ح 4157). وبلفظ قريب أحمد في مسنده (طبعة دار الحديث، ج 16، ص 28، ح 21470، وص 51، ح 21547). والطبراني في المعجم الكبير (طبعة مكتبة ابن تيمية، ج 5، ص 153، ح 4921 و 4922). والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (طبعة دار الوطن، ج 6، ص 329، ح 5950).
(4) أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (ج 3، ص 542-543، ح 3786). وأحمد في مسنده (طبعة دار الحديث، ج 10، ص 184، ح 11499). وأبو يعلى في مسنده (طبعة مكتبة رشد، ج 2، ص 376، ح 1140). والطحاوي في مشكل الآثار (طبعة مؤسسة الرسالة، ج 5، ص 13، ح 1760). والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (ج 9، ص 279، ح 8974). وابن أبي عاصم في السنة (تحقيق فيصل الجوابرة، ج 1، ص 1027، ح 1602). والبغوي في شرح السنة (تحقيق شعيب الأرناؤوط، ج 14، ص 119، ح 3914). وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (تحقيق عبد الله الشّهري، ج 16، ص 142، ح 3943).
(5) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (طبعة دار الفكر، ج 1، ص 355). والطبراني في المعجم الكبير (طبعة مكتبة ابن تيمية، ج 3، ص 66، ح 2681). وصححه ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (ج 1، ص 108-109). وصحهه العصامي في سمط النجوم (ج 2، ص 379). وبقي بن مخلد في الحوض والكوثر (ص 88، ح 16). والهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 259، ح 14966). وابن كثير في البداية والنهاية: (طبعة دار هجر، ج 11، ص 72). والسمهودي في جواهر العقدين (ص 235). والسيوطي في الجامع الكبير (طبعة الأزهر، ج 3، ص 81-82، ح 8046). والمتقي الهندي في كنز العمال (طبعة الرسالة، ج 1، 186، ح 946).
(6) أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (ج 3، ص 543، ح 3788). وعبد الله بن أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (تحقيق وصي الله محمد، ج 1، ص 172، ح 170). والفسوي في المعرفة والتاريخ (ج 1، ص 536). البلاذري في جمل من أنساب الأشراف (طبعة دار الفكر، ج 2، ص 859). وأخرج في المنتخب من مسند عبد بن حميد (تحقيق مصطفى العدوي، ج 1، ص 214، ح 240). والمناوي في كشف المناهج والتناقيح (طبعة الدار العربية للموسوعات، ج 5، 310، ح 4964). وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (طبعة دار الكتب العلمية، ص 135).
(7) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (طبعة مؤسسة الرسالة، ج 5، ص 18، ح 1765) وقال عنه: “فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعنَ لأحدٍ في أحدٍ من رواته”. والنسائي في السنن الكبرى (ج 8، ص 509، ح 8609). والحاكم في المستدرك (طبعة دار الكتب العلمية، ج 3، ص 118، ح 4576). والآجرّي في الشريعة (طبعة مؤسسة قرطبة، ص 351، ح 1765). والذهبي في طرق حديث من كنت مولاه (ص 65). وابن كثير في البداية والنهاية: (طبعة دار هجر، ج 7، ص 668).