ما هي أدلة وجوب إتباع الأئمة (عليهم السلام) ؟

ما هي أدلة وجوب إتباع الأئمة (عليهم السلام) من القرآن الكريم؟

الجواب:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطّيبين الطّاهرين؛ أهل الذكر الّذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم ، والرّاسخون في العلم  الّذين لا يعلم تأويل القرآن سواهم، والمطهرون الذّين قال الله فيهم: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .

أمّا بعد فنقول: خير ما نفتتح به الكلام آي من الذكر الحكيم تضع لنا خارطة الطريق:

قال تعالى: 1- ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ ،

2- ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ ،

3- ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ ،

4- ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ،

5- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾.

فالقرآن الكريم يُقرر: أنّ الدين يؤخذ من منبع القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام؛ الذين هم ولاة الأمر، والذين طاعتهم طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم الحفظة لسنته، والمعنيون بتأويل كتاب الله.

فمن ذلك يتقرر؛ أنّ من يُريد عزل القرآن الكريم عن السنة الشريفة فهو كافر – بمنطق القرآن – ، ولا يؤمن به؛ ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾  ، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾  ؛ فلابد من إطاعة من أمر الله بإطاعته وهو رسول الله صلى الله عليه وآله والذي أوصانا في قوله؛ «إني تارِكٌ فيكم الخَلِيفَتَيْنِ من بَعْدِي: كتابَ اللهِ, وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي؛ وإنهما لن يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَىَّ الحَوْضَ»  ؛ بلزوم إتباع عترته الطاهرة عليهم السلام وإطاعتهم.

أما ما يُستدل به على إمامة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:

1- منه قوله صلى الله عليه وآله بعد نزول قول الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ عليه: «إِنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيِّيْ وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا»، فَقَامَ الْقَوْمُ يَضْحَكُونَ، وَيَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ: «قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِعَلِيٍّ وَتُطِيعَ» .

2- وكذا قوله صلى الله عليه وآله: «أنت مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى أَلَا إنك لَسْتَ نبيًّا إنَّه لا يَنْبَغي أن أَذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي في كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي» .

وأما ورد في أمامة الأئمة عليهم السلام:

1- فمنه قوله صلى الله عليه وآله: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اتَّبَعْتُمُوهُمَا، وَهُمَا: كِتَابُ اللَّهِ، وَأَهْلُ بَيْتِي عِتْرَتِي» ثُمَّ قَالَ: «أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» .

2- إضافة إلى ما تقدم من قوله صلى الله عليه وآله: «إني تارِكٌ فيكم الخَلِيفَتَيْنِ من بَعْدِي: كتابَ اللهِ, وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي؛ وإنهما لن يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَىَّ الحَوْضَ» .

أما ما ورد من طرقنا:

1- فمنها الصحيحة: عن الإمام الجواد عليه السلام -فقد جاء الخضر عليه السلام لأمير المؤمنين عليه السلام وعنده الإمام الحسن عليه السلام وقال له- : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِذلِكَ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ وصِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ – وأَشَارَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام – ولَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، وأَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ – وأَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام – وأَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وصِيُّ أَخِيهِ والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَهُ، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ بَعْدَهُ، وأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وأَشْهَدُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ، وأَشْهَدُ عَلى مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى، وأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِأَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَشْهَدُ عَلى رَجُلٍ مِنْ ولْدِ الْحَسَنِ لَايُكَنّى ولَايُسَمّى حَتّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ، فَيَمْلَأَهَا عَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً، والسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ .

2- والحسنة: عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما السلام قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ ‌أَنْتَ اللَّهُ رَبِّي وَالْإِسْلَامَ دِينِي وَمُحَمَّداً نَبِيِّي وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ- وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍ‌ أَئِمَّتِي بِهِمْ أَتَوَلَّى وَمِنْ أَعْدَائِهِمْ أَتَبَرَّأُ  .

3- والحسنة: عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ رضوان الله عليه: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ‌ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.‌ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَفْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَمَنْ أُولُو الْأَمْرِ الَّذِينَ قَرَنَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَتِكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله: هُمْ خُلَفَائِي يَا جَابِرُ وَأَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِي: أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ فِي التَّوْرَاةِ بِالْبَاقِرِ وَسَتُدْرِكُهُ يَا جَابِرُ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ سَمِيِّي وَكَنِيِّي حُجَّةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَبَقِيَّتُهُ فِي عِبَادِهِ ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ذَاكَ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَى يَدَيْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ذَاكَ الَّذِي يَغِيبُ عَنْ شِيعَتِهِ وَأَوْلِيَائِهِ غَيْبَةً لَا يَثْبُتُ فِيهَا عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ إِلَّا مَنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ .

4- والحسنة: عن أَبُي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله:‌ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آمِناً مُطَهَّراً لَا يَحْزُنُهُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فَلْيَتَوَلَّكَ وَلْيَتَوَلَّ بَنِيكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ ثُمَّ الْمَهْدِيَّ وَ هُوَ خَاتَمُهُمْ .

وقد طول أصحابنا في ذكر الأدلة فمن أراد فليراجع كتب مفخرة التشيع العلامة الحلي , وفيما ذكرنا كفاية لأولي الألباب.

 

جواب الشيخ حيدر الموله

هذا سؤال أرسل إلى الموقع من نوال أحمد من لبنان