قال تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾[1].
- سبب نزول الآية:
نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السّلام كما ذكر ذلك جمع من المفسرّين والعلماء، منهم: (إبن مردويه [2]، والثّعلبي [3]، والقرطبي [4]، وأبو السّعود [5]، والمناوي [6]، والآلوسي [7]، وغيرهم [8]).
- رواة الحديث:
ورواة هذا الحديث: (أمير المؤمنين، والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد بن عليّ الباقر، والإمام جعفر بن محمد الصّادق عليهم السّلام، وحذيفة بن اليمان، وإبن عبّاس، وسعد بن أبي وقّاص، وأبي هريرة).
- لفظ الحديث:
روي عن سفيان بن عيينة ، أنه سئل عن قول الله عز وجل :﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ فيمن نزلت؟ فقال للسّائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك. حدثني جعفر بن محمد عن آبائه: أن رسول الله ﷺ لمّا كان بغدير خمّ نادى النّاس فاجتمعوا ، فأخذ بيد عليّ وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النّعمان الفهري ، فأتى رسول الله ﷺ على ناقة له ، فنزل بالأبطح[9] عن ناقته وأناخها ، فقال: يا محمد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزّكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا! وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟ فقال له النّبي ﷺ : والذّي لا إله إلّا هو إن هذا من الله عزّ وجلّ، فولّى الحارث بن النّعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقوله محمد حقّاً ، فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله عزّ وجلّ بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله عز وجل: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ [10].
ويوضّح لنا أيضاً نور الد!ين الحلبي (المتوفى سنة 1044 هـ) أنّه: لمّا شاع قوله ﷺ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه» في سائر الامصار وطار في جميع الأقطار ، بلغ الحارث بن النّعمان الفهري ، فقدم المدينة فأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنّبي صلّى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه..»[11].
إذن يُفهم منه أنّ الحادثة وقعت في المدينة المنورة.
- ما ورد في هذه الآية من طرقنا:
روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: «أنا الذّي نزل على أعدائي ﴿سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع﴾ بمعنى من أنكر ولايتي وهو النّعمان ابن الحارث اليهودي لعنه الله تعالى» [12].
وأيضاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السّلام: «إِنَّ فِيكَ شَبَهاً مِنْ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، وَلَوْ لاَ أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلاً لاَ تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ يَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ» ، قَالَ: فَغَضِبَ الْأَعْرَابِيَّانِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعِدَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَعَهُمْ ، فَقَالُوا: مَا رَضِيَ أَنْ يَضْرِبَ لاِبْنِ عَمِّهِ مَثَلاً إِلاَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وآله: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم﴾ يَعْنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ﴿مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾ ، قَالَ: فَغَضِبَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِيُّ،فَقَالَ: اَللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ يَتَوَارَثُونَ هِرَقْلاً بَعْدَ هِرَقْلٍ ، فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَقَالَةَ الْحَارِثِ ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿وَمٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. ثُمَّ قَالَ: يَا بْنَ عَمْرٍو ، إِمَّا تُبْتَ ، وَإِمَّا رَحَلْتَ؟ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، بَلْ تَجْعَلُ لِسَائِرِ قُرَيْشٍ شَيْئاً مِمَّا فِي يَدِكَ ، فَقَدْ ذَهَبَتْ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكْرُمَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صّلى الله عليه وآله: لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيَّ ، ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ، قَلْبِي مَا يُتَابِعُنِي عَلَى التَّوْبَةِ،وَلَكِنِ أَرْحَلُ عَنْكَ ، فَدَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا ، فَلَمَّا صَارَ بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ أَتَتْهُ جَنْدَلَةٌ ، فَرَضَّتْ هَامَتَهُ ، ثُمَّ أَتَى الْوَحْيُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله فَقَالَ: ﴿سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ لِلْكٰافِرينَ﴾ بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ ﴿لَيْسَ لَهُ دٰافِعٌ مِنَ اللّٰهِ ذِي الْمَعٰارِجِ﴾ [13].
ويفهم من الأحاديث أنّ عدّة وقائع حدثت في إنكار ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام وهذا ما يفسر لنا تعّدّد الرّوايات[14].
[1] سورة المعارج: آية 1-2.
[2] روى ابن مردويه (المتوفى سنة 410 هـ) : ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنه سئل عن قول الله عز وجل : ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ فيمن نزلت؟ فقال للسّائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك. حدّثني جعفر بن محمد عن آبائه: أن رسول الله ﷺ لمّا كان بغدير خمّ نادى النّاس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النّعمان الفهري ، فأتى رسول الله ﷺ على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزّكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا! وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟ فقال له النّبي ﷺ : «والذّي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله عزّ وجلّ» ، فولّى الحارث بن النّعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقوله محمد حقّا ، فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله عزّ وجلّ بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع﴾ . مناقب عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وما نزل من القرآن في عليّ (عليه السّلام) لإبن مردويه الأصبهاني: ص 340.
[3] روى الثعلبي (ت 427 هـ) : (سئل سفيان بن عيينة عن قول الله سبحانه: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ فيمن نزلت، فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدّثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه ، فقال: لما كان رسول الله ﷺ بغدير خمّ ، نادى بالنّاس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان القهري فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ناقة له حتّى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها ، ثمّ أتى النّبي صلّى الله عليه وسلم وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزّكاة فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال: «والّذي لا إله إلّا هو هذا من الله» فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهمّ إن كان ما يقوله حقا فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾. تفسير الثّعلبي: المعارج: 1.
[4] قال القرطبي (ت 671 هـ) في تفسير الآية: إِنَّ السَّائِلَ هُنَا هُوَ الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ الْفِهْرِيُّ. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ) رَكِبَ نَاقَتَهُ فَجَاءَ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ بِالْأَبْطَحِ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، أَمَرْتَنَا عَنِ اللَّهِ أَنْ نشهد أن لا إله إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَأَنْ نُصَلِّيَ خَمْسًا فَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ ، وَنُزَكِّيَ أَمْوَالَنَا فَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ ، وَأَنَّ نَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ فِي كُلِّ عَامٍ فَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ ، وَأَنْ نَحُجَّ فَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ، ثُمَّ لَمْ تَرْضَ بِهَذَا حَتَّى فَضَّلْتَ ابن عمك علينا! أفهذا شي مِنْكَ أَمْ مِنَ اللَّهِ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا هُوَ إِلَّا مِنَ اللَّهِ فَوَلَّى الْحَارِثُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. فَوَاللَّهِ مَا وَصَلَ إِلَى نَاقَتِهِ حَتَّى رَمَاهُ اللَّهُ بِحَجَرٍ فَوَقَعَ عَلَى دِمَاغِهِ فَخَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ فَقَتَلَهُ، فَنَزَلَتْ: ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ الْآيَةَ. تفسير القرطبي: المعارج: 1.
[5] قال أبو السّعود (ت 982 هـ) في تفسير الآية: (هو الحَرْثُ بْنِ النُّعْمانِ الفِهْرِيُّ ، وذَلِكَ أنَّهُ لَمّا بَلَغَهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ» ، قالَ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ ما يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًا فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ فَما لَبِثَ حَتّى رَماهُ اللَّهُ تَعالى بِحَجَرٍ فَوَقَعَ عَلى دِماغِهِ فَخَرَجَ مِن أسْفَلِهِ فَهَلَكَ مِن ساعَتِهِ).
[6] قال المناوي (ت 1031 هـ): (وفي تفسير الثعلبي عن ابن عيينة أن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم لمّا قال ذلك طار في الآفاق فبلغ الحارث بن النّعمان فأتى رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا محمد أمرتنا عن الله بالشّهادتين فقبلنا وبالصّلاة والزّكاة والصّيام والحجّ فقبلنا ثمّ لم ترض حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا فهذا شئ منك أم من الله فقال: والذّي لا إله إلّا هو إنّه من الله فولّى وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقوله محمد صلّى الله عليه وسلم حقّا فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم فما وصل لراحلته حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته فخرج من دبره فقتله). فيض القدير شرح الجامع الصّغير: ج 6 ، ص 282.
[7] قال الآلوسي (ت 1270 هـ): والسّائِلُ هو النَّضِرُ بْنُ الحارِثِ كَما رَوى النِّسائِيُّ وجَماعَةٌ وصَحَّحَهُ الحاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. قِيلَ هو الحارِثُ بْنُ النُّعْمانِ الفِهْرِيُّ وذَلِكَ أنَّهُ «لَمّا بَلَغَهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعالى وجْهَهُ: «مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ» قالَ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ ما يَقُولُ مُحَمَّدٌ ﷺ حَقًّا فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ فَما لَبِثَ حَتّى رَماهُ اللَّهُ تَعالى بِحَجَرٍ فَوَقَعَ عَلى دِماغِهِ فَخَرَجَ مِن أسْفَلِهِ فَهَلَكَ مِن ساعَتِهِ». روح المعاني: المعارج: 1.
[8] انظر الغدير للشيخ الأميني: ج 1 ، ص 239 وما بعدها.
[9] الأبطح: المكاِن المتَّسعُ يَمُرّ به السّيل ، فيترك فيه الرملَ والحصى الصّغار. راجع المعجم الوسيط ، والمعجم الرائد، والمعجم الغنيّ.
[10] مناقب عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وما نزل من القرآن في عليّ (عليه السّلام) لإبن مردويه الأصبهاني: ص 340. وتفسير الثّعلبي لهذه الآية. وفيض القدير شرح الجامع الصّغير: ج 6 ، ص 282.
[11] السّيرة الحلبية (إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون): ج 3 ، ص 385.
[12] الفضائل لشاذان بن جبريل القمّي: ص 84.
[13] الكافي الشّريف: ج 8 ، ص 57، وذيل الحديث موجود في ج 1 ، ص 422. وفي غيره.
[14] ذكر مقاتل بن سليمان والنّسائي والطبراني والسّمرقندي والواحدي والسّمعاني والزّمخشري ومكي بن أبي طالب وابن عطية والنّسفي وابن الجوزي والبّغوي وابن جُزَيّ وابن كثير والقمي النّيسابوري وأبو حيان وفخر الدّين الرّازي والبيضاوي والفيروز آبادي وعزّ الدّين الرّسعني والأندلسي والشّوكاني والقاسمي وابن عاشور ومحمد الأمين الشّنقيطي والصّابوني وأبو بكر الجزائري وطنطاوي في تفاسيرهم (المعارج: 1): قال المفسرّون: نزلت ﴿سَأَلَ سٰائِلٌ﴾ في النّضر بن الحارث حين قال: ﴿اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذا هو الحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ﴾ [الأنفال: 32] ، كما روى ذلك جماعة وصحّحه الحاكم ، وغيرهم.
منقول من كتاب البراهين الساطعة في إمامة العترة الطاهرة عليهم السلام، للشيخ حيدر الموله