العرفان الباطل لصوفية الشيعة

 

العرفان الباطل لدى صوفية الشيعة الجدد: انحراف في المفهوم والسلوك

مقدمة
ظهر في العقود الأخيرة تيار فكري وسلوكي داخل بعض الأوساط الشيعية، يتبنى ما يُسمّى بـ”العرفان”، إلا أن هذا التيار لا يمثل العرفان الحقيقي المستمد من القرآن وسيرة المعصومين (عليهم السلام)، بل هو نوع من العرفان الباطل الذي يختلط بالفلسفة الصوفية والسلوكية المستوردة، ويتعارض في كثير من ملامحه مع العقيدة الشيعية الأصيلة.

ما هو العرفان الباطل؟
العرفان الباطل هو ادعاء السلوك المعنوي والتقرب إلى الله بوسائل غير مشروعة، تتجاوز النصوص الشرعية وتعتمد على مكاشفات، أذواق، أو تجارب شخصية لا تخضع للضوابط القرآنية والروائية. هذا النوع من العرفان كثيرًا ما يخترق بتيارات باطنية مشبوهة، ويعتمد على رموز غير معصومة ويضفي عليهم صفات العصمة والقداسة.

مظاهر العرفان الباطل لدى صوفية الشيعة الجدد
1- ادعاء الولاية التكوينية لغير المعصوم: حيث يُنسب لبعض الشيوخ أو السالكين قدرات غيبية أو سلطة على الكون، وهو ما يخالف العقيدة الشيعية التي تحصر هذا المقام بالأئمة المعصومين فقط.
2- الخلط بين الفلسفة والعقيدة: حيث تُدمج مبادئ الفلسفة الإشراقية واليونانية بنصوص دينية وتأويلات باطنية، ما يؤدي إلى إحداث تشويش خطير في البناء العقائدي للمؤمن.
3- الترويج للأحلام والمكاشفات: كمصدر للمعرفة الدينية، وهذا من أبرز مظاهر الانحراف، حيث يُستبدل الوحي الموثوق والتشريع الواضح بتجارب باطنية غير قابلة للتحقق أو الضبط.

الفرق بين العرفان الأصيل والباطل
العرفان الشيعي الأصيل، كما يظهر في أدعية الصحيفة السجادية، ومناجاة الإمام علي (عليه السلام)، يقوم على:
1- طاعة الله والتمسك بالشريعة.
2- الاقتداء بأهل البيت (عليهم السلام) والابتعاد عن الغلو.
3- تزكية النفس بالتوبة والعمل الصالح لا بالمظاهر والادعاءات.
4- رفض الكشف والمكاشفة كمصدر مستقل عن الوحي.

الآثار الخطيرة لهذا العرفان الباطل
1- تفكيك الهوية الدينية: بتحويل التدين إلى تجربة شخصية بديلة عن الشريعة.
2- نشر الانحرافات العقائدية: كادعاء الحلول أو وحدة الوجود بطريقة مخالفة للتوحيد.
3- الترويج للكهانة باسم الدين: واستغلال البسطاء بمزاعم المكاشفة والكرامة.

خاتمة
إن صوفية الشيعة الجدد تمثل تحديًا حقيقيًا للهوية الشيعية، فهي تغلف الانحراف بغلاف العرفان، وتُسوّق الباطل بلباس الحقيقة. المطلوب هو تعزيز الوعي الديني، والرجوع إلى القرآن والعترة، ومواجهة هذا التيار بالحجة والعقل. فلا عرفان حقيقي خارج طاعة محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم).